بماذا يمتاز الإنسان عن سائر الحيوانات ؟

بماذا يمتاز الإنسان عن سائر الحيوانات ؟

عرف الإنسان في المنطق بأنه حيوان ناطق - مفكر- ولكن ليس المنطق فحسب هو الذي يميز الإنسان عن غيره بل توجد أمور أخرى غيرها تميزه عن الحيوانات ولكن جرياً على العادة نستعرض أهم ما يميز المخلوق البشري عن غيره من العجماوات :
1- بالعقل : وبه تميز عن سائر المخلوقات فهو حجة باطنة وعليه العقاب والثواب وقد ورد أن الله لما خلق العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك إياك آمر وإياك أنهى ،وإياك أثيب وإياك أعاقب)) ا
وورد عن الرسول (ص) : (( إن العقل عقال من الجهل ، والنفس مثل أخبث الدواب ، فإن لم تعقل حارت )) وقد خلق الله الإنسان مفطوراً على التفكير بما منحه من قوة عاقلة مفكرة.

2- بالنفس الناطقة { علمه البيان }فقد خلق الله الإنسان مفطوراً على النطق وجعل اللسان آلة ينطق بها حتى قيل في المنطق : الإنسان حيوان ناطق ،فبالعقل يستفيد وبالمنطق يفيد ، الفرق بين الإنسان والببغاء إن كلام الإنسان يصدر عن قوة عاقلة في حين أن الببغاء يصدر الكلام عن تلقين وحفظ لا عن تفكر وقوة عاقلة. قال الإمام الصادق (ع) للمفضل : (( تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الإنسان من هذا المنطق الذي يعبر به عما في ضميره ، وما يخطر بقلبه ، وينتجه فكره وبه يفهم عن غيره ما في نفسه ، ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة ، التي لا تخبر عن نفسها بشيء ، ولا تفهم عن مخبر شيئاً ))

3- الإرادة والاختيار.{ إما شاكراً وإما كفوراً } فالإنسان مخير غير مسير ولا مجبور يختار أفعاله بملء إرادته فهو يختلف عن الملائكة الذين هم عقلٌ محض ونور محض لا غرائز فيهم ولا شهوات مودعة فيهم مؤتمرون بأوامر الله متنتهين بنواهيه { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} فالإنسان يتفق مع الملائكة في امتلاك العقل ويختلف عنهم بأن له اختيار وإرادة وله غرائز وشهوات وأهواء و… و… من جهة جسمه ويشرب ويأكل وينام و… في حين أن الملائكة مخلوقات روحية عقلية خالصة لا تأكل ولا تشرب ولا تنام وبالتالي فهي لا تتغوط ولا …الخ

4- الروح {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } { ثم سواه ونفخ فيه من روحه }
المقصود من الروح التي تقابل الجسم فالإنسان مكون من أمرين : روح + بدن. والبدن وعاء الروح كانت الأرواح في الملكوت الأعلى في أرفع محل في شرفها وعلوها فأسكنها الله الأبدان.
وفي الأنبياء روح القدس وبها صاروا أنبياء ، وفيهم روح الإيمان يقول الله تعالى { وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } { اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس }
أما غير الأنبياء والأوصياء ففيهم روح الإيمان التي ينبغي أن يحافظوا عليها فشرف الإنسان بروحه لا ببدنه يقول الشاعر البستي :
عليك بالنفس فاستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

وروح الإيمان هي روح الملكوت قال تعالى { وأيدهم بروح منه }.
وكما أن للجسم غذاء كذلك للروح غذاؤها فروح الإيمان في الإنسان يزيد وينقص فإذا اتبع شهوات نفسه الأمارة بالسوء فارقه روح الإيمان وإذا صان روحه ونفسه عن الشهوات والأهواء المحرمة حافظ على روح إيمانه.
عن أحمد بن البرقي عن ابن فضال ، عن ابن بكير قال : قلت لأبي جعفر (ع) في قول رسول الله (ص) : إذا زنا الرجل فارقه روح الإيمان !!
قال : قول الله عز وجل { وأيدهم بروح منه } ذلك الذي يفارقه.

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
(( يا كميل إنما هي – أي النفس – أربعة :
1- النامية النباتية.
2- والحسّية الحيوانية.
3- والناطقة القدسية.
4- والكلية الإلهية.
ولكل واحد من هذه خمس قوى ، وخاصيتان ،
1- فالنامية النباتية لها خمس قوى :
أ‌- ماسكة ، ب – وجاذبة ، ج- وهاضمة ، د- ودافعة ، هـ - ومرتبة. ولها خاصيتان : الزيادة والنقصان.
وانبعاثها من الكبد .

2- والحسية الحيوانية لها خمس قوى : سمع وبصر وشم وذوق ولمس ، ولها خاصيتان : الرضا والغضب وانبعاثها من القلب.

3- والناطقة القدسية لها خمس قوى : فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة وليس لها انبعاث ، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية ، ولها خاصيتان : النزاهة والحكمة.

4- والكلية الإلهية لها خمس قوى : بقاء في فناء ، ونعيم في شقاء ، وعز في ذل ، وفقرٌ في غنى ، وصبر في بلاء ، ولها خاصيتان : الرضا والتسليم وهذه التي مبدؤها من الله وإليه تعود قال تعالى { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية } والعقل وسط الكل ))